(دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ )

هكذا قال لنا رسولنا الكريم قبل ١٤٠٠عام

فقد انتشر لدينا ظاهرة التعصب القبلي بشكل كبير

حتى أن هذه العدوى تنتقل لصغارنا ويكبرون بها بشكل مخيف وملفت

ويقول الشخص (أنا من القبيلة الفلانية أفضل من الشخص ابن القبيلة الفلانية )

والله تعالى قال : {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

فظاهرة التعصب القبلي لها عواقب وخيمة

فهي أولا ليست من الدين فقد جاء الإسلام وحذر منها

لأنها تؤدي إلى الانشقاق وكثرة الخلافات بين الناس

كما كان يحدث في الجاهلية من نزاعات وحروب بسبب الانتماء والتعصب للقبيلة

فالله عز وجل خلقنا شعوب وقبائل لنتعارف لا للتفاخر بالنسب والحسب

قال الله تعالى :  ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾[الحجرات: 13]،

فلابد من الحد من هذه الظاهرة  لأن مجتمعنا أصبح مهووساً بالأنساب حتى بمجالات الحياة الأخرى مثل : العبادة والرياضة

فيقول الشخص هذا الإمام أو العالم ينتمي لقبيلتي

ويقول الشخص هذا اللاعب ينتمي لقبيلتي ويتفاخر به

وأدت هذه الظاهرة إلى قيام البعض بالتقليل من القبائل الأخرى

والتعالي عليهم ولم يكتفي بذلك بل بالطعن في أنسابهم

وقد حرم الإسلام هذا الأمر

فقد قال رسولنا عليه الصلاة والسلام : (( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الطعن في الأنساب، والفخر بالأحساب، والاستسقاء بالنجوم والنياحة ))

فلو كان النسب  ينجي صاحبه من ضلالته

لأنجى أبي لهب وهو عم الرسول بل نزلت سورة كاملة في ذمه وأنه بالنار وهو من بني هاشم

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ))

فلو كانت القبيلة شرفا وعزاً وتفاخراً لما ذُمَّ أبي لهب بالقرآن وماذم الصحابة أبو سفيان بن الحارث ابن عم الرسول قبل أن يسلم .. وماكان رسول الله قد أهدر دمه..

وقد ثبت عن رسول الله أنه قال لابنته فاطمة رضي الله عنها

(يا فاطمةُ بنتَ مُحَمَّدٍ ! سَلِينِي من مالي ما شِئْتِ لا أُغْنِي عنكِ من اللهِ شيئًا)

وهي ابنته وسيدة نساء أهل الجنة وأفضل نساء العالمين الأربع

ولكن لايغني النسب ، ولو كان يغني لما كان بعض أقارب رسول الله في النار وهو نسب سيد الخلق وأطهرهم  عن الإيمان بالله تعالى

ففيه يقول الشاعر :

لعمرك ما الإنــسان إلا بدينه * فلا تترك التقوى اتكالاً على النسـب

فقد رفع الإسلام سلمان فارس * وقد وضع الشرك الشقي أبا لهب .

فمتى تتوقف ظاهرة الجاهلية(التعصب القبلي) ونعلم أن خير الناس بالتقوى لا بالنسب

وقد أمرنا رسول الله بترك هذه الظاهرة

 : ((كلكم بنو آدم و آدم خلق من تراب لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان))

خاتمة :

الشخص الذي تتفاخر عليه بنسبك قد يكون أفضل منك عند الله تعالى فلا تتفاخر بنسبك بين الناس .

قال الله تعالى  : [ ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن …]